متي كان إنشاء كلية الفنون الجميلة ؟ وما البصمات التي تركتها في المجتمع خلال تاريخها ؟ وأخيرا كيف سيكون الاحتفال بمرور قرن من الأزمان عليها؟
يقول الدكتور يحيي عبده عميد كلية الفنون الجميلة: إنه مع مطلع القرن العشرين أشرقت علي مصر شمس النهضة الوطنية في مختلف المجالات العلمية والفنية والاقتصادية والرياضية, وتزامن هذا مع وجود الطبقة البرجوازية المصرية التي بدأت في الظهور وأصبحت تشكل قوة سياسية لها وزنها, حيث كان أمراء الأسرة المالكة الطامعون في العرش يحاولون التقرب إلي هذه الطبقة عن طريق اقامة مشروعات تتصل بهذه الطبقة وتجعل صورتهم براقة في عيونهم حيث كانت تتأهب لقيادة الأمة في جميع المجالات وإزاحة الستار عن تاريخها القديم وحضارتها العربية التي حاول الغزاة طمسها, وفي هذه الأجواء تقدم عدد من الفنانين الأجانب في مصر وعلي رأسهم الفرنسي غاليوم لابدلان بطرح فكرة انشاء مدرسة لتعليم الفنون الجميلة للمصريين علي غرار الأكاديميات الأوروبية في فرنسا وايطاليا, علي الأمير يوسف كمال الذي تحمس للفكرة بشدة ليكون أول من يبني صرحا للفنون الجميلة بمصر.
وفي12 مايو عام1908 بدأت مدرسة الفنون الجميلة تضخ في شرايين الأمة المصرية دماء الفن الجميل, كغذاء للمشاعر والأحاسيس وللارتقاء بالذوق العام للمجتمع, علي يد ناظر مدرسة الفنون الجميلة الأول المثال الفرنسي غاليوم لابلان في النحت, وأيضا فورتشيلا الايطالي استاذ التصوير, وكولون أستاذ الزخرفة وبيرون أستاذ العمارة, أربعة أقسام بدأت بها المدرسة ثم أضيف إليها قسم الحفر عام1933 ثم أعقبه إنشاء القسم الحر الذي استوعب عددا من الموهوبين والمهتمين من أبناء الشعب.
وكان أول مقر لمدرسة الفنون الجميلة عند انشائها بشارع درب الجماميز, الدار رقم100, وكان الطالب محمود مختار رقم(1) إذ التحق بها في اليوم التالي لإنشائها وكان عمره آنذاك18 عاما وستة شهور, والتحق بعده إليها في الشهر الأول ما يقرب من170 طالبا, وكان التعليم مجانا ومفتوحا للجميع سواء مصريين أو أجانب, وفي يونيو1910 صارت إدارتها تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية, ثم ألحقت بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف المصرية في أكتوبر من نفس العام التي أدخلت تعديلات علي لائحتها, وكان يتحتم علي الراغبين في الالتحاق بها أن يؤدوا امتحانا, وقد بلغ عدد خريجي المدرسة من عام1912 حتي عام1926(179 طالبا) وأوفد منهم22 طالبا في بعثات خارجية إلي إيطاليا وفرنسا وفي عام1924/1923 تم نقل مدرسة الفنون الجميلة من درب الجماميز إلي الدرب الجديد بميدان السيدة زينب حتي عام1927, وفي عام1928 دخلت مرحلة جديدة عندما بدأت تمصيرها وأصبحت مدرسة عليا( مدرسة الفنون الجميلة العليا) ثم أطلق عليها في عام1950 الكلية الملكية للفنون الجميلة وبعد عامين أي في1952 أصبح اسمها كلية الفنون الجميلة ثم تم ضمها إلي وزارة التعليم العالي سنة1961 بعد أن كانت تتبع وزارة التربية والتعليم, ثم ضمت إلي جامعة حلوان عام1975.
مهرجان قبل الاحتفال
ويستطرد الدكتور يحيي عبده قائلا: منذ بداية شهر أكتوبر2007 بدأ طلاب الكلية وشباب أعضاء هيئة التدريس وباشراف الدكتور سلمي عبدالعزيز رئيس قسم التصوير والدكتور أحمد عبدالعزير رئيس قسم النحت والدكتور عوض الشيمي رئيس قسم الجرافيك, والدكتور محمد سليمان الأستاذ بقسم الديكور, للإعداد للمهرجانات بتصنيع الماسكات المختلفة وطباعة صور كبيرة علي القماش لرموز الحركة الفنية التشكيلية منذ بداية القرن وحتي الآن, ووضعها علي أسوار الكلية وكلمات تذكارية لهذه المناسبة ووضعها في الشوارع المحيطة.
فعاليات الاحتفالية
وحول فاعليات الاحتفال بمئوية كلية الفنون الجميلة يقول انها بدأت من أول شهر يناير الماضي من خلال عدة مراحل منها عقد الندوات المختلفة واستضافة الشخصيات الفنية والاعلامية والثقافية, وتنسيق ودهان وترميم مباني الكلية واستخدام رقم100 في إبداعات نحتية بالكلية, ووضع صور كبيرة مطبوعة علي القماش للرواد ورموز الحركة الفنية التشكيلية بمصر يوسف كامل وراغب عياد ومحمود مختار وغيرهم, وإقامة وحدة إنتاجية في الكلية لبيع أعمال فنية مستنسخة لرود وفناني الكلية من خلال فتح باب خاص في الكلية علي شارع المنصور محمد للتعامل مع الجمهور مباشرة, ووضع كتاب ضخم يحكي مسيرة الفن المصري في100 عام, وانتاج فيلم وثائقي تاريخي عن الكلية, وتصميم وإصدار طابع بريد تذكاري بهذه المناسبة وسوف يتم تصميم وصك عملة تذكارية فئة100 قرش أو100 جنيه, وتصميم ميدالية تذكارية بهذه المناسبة عليها شعار الكلية, وتصميم درع للتكريم, والاتصال بالوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية بالثقافة والفنون والسياحة والبنوك لدعم الكلية معنويا وماديا, مع حشد كل أبناء الكلية من الخريجين الذين يحتلون مراكز مرموقة بالمجتمع في كافة المجالات لدعم هذا الحدث التاريخي, والبدء في تصميم وتنفيذ الهدايا والمطبوعات الخاصة بالاحتفالية والمؤتمر الدولي المزمع عقده في شهر اكتوبر2008.
كما سيتم توجيه الدعوة لأسرة الأمير يوسف كامل لتكريم واحياء ذكراه ودعوة كبار الأدباء والشعراء والموسيقيين للمشاركة.
وأيضا سيتم اقامة عديد من المعارض منها معرض لأعمال الهواة من القسم الحر بالكلية وآخر لأوائل الخريجين لعام2007 وثالث لطلبة الكلية حاليا بالسنوات المختلفة من جميع الاقسام ومعرض لدورات الأطفال التي تقدمها الكلية.
ويوضح الدكتور يحيي عبده أن حفل المئوية سوف يقام في شهر أكتوبر القادم وتلقي فيه كلمات من السيدة سوزان مبارك راعية الاحتفالية ووزيري التعليم العالي والثقافة ورئيس جامعة حلوان الدكتور عبد الله بركات وأيضا كلمة من عميد الكلية ثم توزيع الدروع وشهادات التقدير وتكريم الرواد والرموز قديما وحديثا مع اقامة معرض كبير شامل في أكتوبر القادم وتنظيم المؤتمر الدولي للكلية في نفس الشهر بعنوان الفنون الجميلة في مائة عام بهدف توثيق تاريخ كليات الفنون الجميلة في مصر وتبادل الخبرات بين المتخصصين من جميع انحاء العالم, حيث يشارك فيه كليات الهندسة والفنون الجميلة والتطبيقية والمسرحية والسينمائية والتربية الفنية والهندسة المعمارية علي مستوي العالم العربي والكليات الخارجية في العالم التي بينها وبين الكلية بروتوكول تعاون.
مهرجانات.. واتفاقيات
من جهته, يقول الدكتور منير السمري أستاذ العمارة ووكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع: لقد تم في إطار الاحتفال بمئوية الكلية إقامة مهرجان الأقنعة الذي نفذه الطلبة تحت إشراف أساتذة الكلية, وخرجت هذه الأقنعة بصورة جمالية تعبر عن بعض الشخصيات الفنية التي أثرت علي عمل الكلية مثل د. صلاح عبدالكريم, حسن فتحي, عبدالسلام الشريف وغيرهم.
ويضيف أن هناك بادرة تحدث لأول مرة علي مستوي الجامعة بأن قامت إحدي شركات تشطيبات واجهات المباني بالتبرع بتجديد مبني الإدارة بالكلية وهو فيلا مني عبود إبنة عبود باشا وهو مبني تم تسجيله ضمن المباني ذات القيمة المعمارية والعمرانية وتكلف هذا التجديد أكثر من100 ألف جنيه.
كما تم عقد اتفاقيات مع بعض الأندية والمؤسسات العامة لرعاية أبناء أعضائها من الموهوبين لتقديم دورات لتعليم الفنون من الرسم والنحت, وكذلك عقد ورش عمل لتدريب الطلاب وتشغيل الخريجين في مجالات تصميم المواقع من خلال الإنترنت بالتعاون مع غرفة صناعة الاتصالات.
ويضيف الدكتور السمري أنه يجري إعداد كتاب تاريخي ضخم( يزيد علي400 صفحة) يحكي تاريخ الكلية والحركة الفنية ويزخر بأعمال الرواد والحاليين وكبار الخريجين, كما سيتم عمل معرض فني كبير لأعمال الرواد من الرعيل الأول حتي الآن يواكب افتتاح المؤتمر المزمع عقده في أكتوبر القادم بدار الأوبرا المصرية.
جوائز.. ورواد
يقول الدكتور منير السمري أيضا إن مصر كانت متعطشة لهذا النوع من الدراسات المعمارية والفنية فأقبل عليها الشباب المتحمس والمجتهد وكان الفنان محمد ناجي أول مصري يتولي منصب ناظر المدرسة أما المهندس عبدالمنعم هيكل فكان أول معماري يتولي تلك المهمة ما بين عامي44 و1950م وقت أن كان المعماري الكبير أنطوان نحاس وكيلا لها, والفرنسي جاك هاردي رئيسا لقسم العمارة بها... وقد نقلت الكلية من مكانها الي شارع اسماعيل محمد رقم8 بجزيرة الزمالك في عام1953 وافتتحها اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وقتها, وفي بداية الستينيات ضمت فيلا طه حسين المجاورة لأبنية الكلية, وفي سبتمبر عام1966 ضمت أراضي وفيلات أحمد عبود باشا وابنته مني عبود الملاصقة للكلية, وتخرج في قسم العمارة آلاف الخريجيين ممن أثروا الهندسة المعمارية والتعليم فضلا عن الثقافة والمجتمع منهم معماريو الرعيل الأول وهم الفرنسيان بيرون وجاك هاردي, ومن مصر فريد نجم ومحمد أنيس وإبراهيم فوزي.
ومن رواد الجيل الثاني المعماري الكبير حسن فتحي الذي ولد بالأسكندرية عام1900 وحصل علي دبلوم الهندسة من جامعة القاهرة عام1926 وعمل أستاذا بقسم العمارة بمدرسة الفنون الجميلة عام1930 ـ1946 ـ حيث وضع أول مشروعاته بالطوب اللبن مستخدما أساليب وأفكار إنشاء محلية, وحصل علي جوائز عدة أهمها جائزة الأغاخان عام1980 وأحسن مهندس معماري في العالم عام1985 فضلا عن جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون, والمعماري كمال الملاخ الذي ألحق بقسم العمارة بمدرسة الفنون الجميلة عام1936 وكان متعدد المواهب كمعماري وأثري وكاتب وصحفي لامع.
أيضا الدكتور يحيي الزيني الذي تخرج عام1942 ضمن دفعة تتكون من14 طالبا فقط من بينهم كمال الملاخ, وحاز مشروعه ـ وبعد دبلومة لدراسة الفنون الجميلة العليا بباريس ـ علي ميدالية جمعية المهندسين المعماريين بفرنسا, وحصل علي منصب رئيس المكتب العربي للتصميمات, وفازت أعماله مع آخرين بالعديد من المسابقات الكبري مثل وزارة التأمينات والمعاشات بشارع الألفي وأبنية أرض المعارض بمدينة نصر.
ومن أشهر الخريجين بقسم العمارة بالكلية أيضا الدكتور جلال مؤمن الذي أقام مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو ومسجد عبدالناصر بكوبري القبة وغيرهما في مصر والدول العربية ورمسيس ويصا الذي حاز جائزة الدولة التشجيعية عن مشروع الحرانية وكذلك جائزة أغاخان.
أما شادي عبدالسلام الذي التحق بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بعد أن تلقي تعليمه بكلية فكتوريا ودرس فنون المسرح بلندن, فقد تخرج في الفنون الجميلة عام1955, واتجه لتصميم ديكورات وملابس الأفلام التاريخية حيث قام بتصميم أشهرها مثل( واإسلاماه) و( الناصر صلاح الدين), أما فيلم المومياء عام1969 فقام بإخراجه وحصل علي عدد من الجوائز عنه.
يقول الدكتور يحيي عبده عميد كلية الفنون الجميلة: إنه مع مطلع القرن العشرين أشرقت علي مصر شمس النهضة الوطنية في مختلف المجالات العلمية والفنية والاقتصادية والرياضية, وتزامن هذا مع وجود الطبقة البرجوازية المصرية التي بدأت في الظهور وأصبحت تشكل قوة سياسية لها وزنها, حيث كان أمراء الأسرة المالكة الطامعون في العرش يحاولون التقرب إلي هذه الطبقة عن طريق اقامة مشروعات تتصل بهذه الطبقة وتجعل صورتهم براقة في عيونهم حيث كانت تتأهب لقيادة الأمة في جميع المجالات وإزاحة الستار عن تاريخها القديم وحضارتها العربية التي حاول الغزاة طمسها, وفي هذه الأجواء تقدم عدد من الفنانين الأجانب في مصر وعلي رأسهم الفرنسي غاليوم لابدلان بطرح فكرة انشاء مدرسة لتعليم الفنون الجميلة للمصريين علي غرار الأكاديميات الأوروبية في فرنسا وايطاليا, علي الأمير يوسف كمال الذي تحمس للفكرة بشدة ليكون أول من يبني صرحا للفنون الجميلة بمصر.
وفي12 مايو عام1908 بدأت مدرسة الفنون الجميلة تضخ في شرايين الأمة المصرية دماء الفن الجميل, كغذاء للمشاعر والأحاسيس وللارتقاء بالذوق العام للمجتمع, علي يد ناظر مدرسة الفنون الجميلة الأول المثال الفرنسي غاليوم لابلان في النحت, وأيضا فورتشيلا الايطالي استاذ التصوير, وكولون أستاذ الزخرفة وبيرون أستاذ العمارة, أربعة أقسام بدأت بها المدرسة ثم أضيف إليها قسم الحفر عام1933 ثم أعقبه إنشاء القسم الحر الذي استوعب عددا من الموهوبين والمهتمين من أبناء الشعب.
وكان أول مقر لمدرسة الفنون الجميلة عند انشائها بشارع درب الجماميز, الدار رقم100, وكان الطالب محمود مختار رقم(1) إذ التحق بها في اليوم التالي لإنشائها وكان عمره آنذاك18 عاما وستة شهور, والتحق بعده إليها في الشهر الأول ما يقرب من170 طالبا, وكان التعليم مجانا ومفتوحا للجميع سواء مصريين أو أجانب, وفي يونيو1910 صارت إدارتها تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية, ثم ألحقت بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف المصرية في أكتوبر من نفس العام التي أدخلت تعديلات علي لائحتها, وكان يتحتم علي الراغبين في الالتحاق بها أن يؤدوا امتحانا, وقد بلغ عدد خريجي المدرسة من عام1912 حتي عام1926(179 طالبا) وأوفد منهم22 طالبا في بعثات خارجية إلي إيطاليا وفرنسا وفي عام1924/1923 تم نقل مدرسة الفنون الجميلة من درب الجماميز إلي الدرب الجديد بميدان السيدة زينب حتي عام1927, وفي عام1928 دخلت مرحلة جديدة عندما بدأت تمصيرها وأصبحت مدرسة عليا( مدرسة الفنون الجميلة العليا) ثم أطلق عليها في عام1950 الكلية الملكية للفنون الجميلة وبعد عامين أي في1952 أصبح اسمها كلية الفنون الجميلة ثم تم ضمها إلي وزارة التعليم العالي سنة1961 بعد أن كانت تتبع وزارة التربية والتعليم, ثم ضمت إلي جامعة حلوان عام1975.
مهرجان قبل الاحتفال
ويستطرد الدكتور يحيي عبده قائلا: منذ بداية شهر أكتوبر2007 بدأ طلاب الكلية وشباب أعضاء هيئة التدريس وباشراف الدكتور سلمي عبدالعزيز رئيس قسم التصوير والدكتور أحمد عبدالعزير رئيس قسم النحت والدكتور عوض الشيمي رئيس قسم الجرافيك, والدكتور محمد سليمان الأستاذ بقسم الديكور, للإعداد للمهرجانات بتصنيع الماسكات المختلفة وطباعة صور كبيرة علي القماش لرموز الحركة الفنية التشكيلية منذ بداية القرن وحتي الآن, ووضعها علي أسوار الكلية وكلمات تذكارية لهذه المناسبة ووضعها في الشوارع المحيطة.
فعاليات الاحتفالية
وحول فاعليات الاحتفال بمئوية كلية الفنون الجميلة يقول انها بدأت من أول شهر يناير الماضي من خلال عدة مراحل منها عقد الندوات المختلفة واستضافة الشخصيات الفنية والاعلامية والثقافية, وتنسيق ودهان وترميم مباني الكلية واستخدام رقم100 في إبداعات نحتية بالكلية, ووضع صور كبيرة مطبوعة علي القماش للرواد ورموز الحركة الفنية التشكيلية بمصر يوسف كامل وراغب عياد ومحمود مختار وغيرهم, وإقامة وحدة إنتاجية في الكلية لبيع أعمال فنية مستنسخة لرود وفناني الكلية من خلال فتح باب خاص في الكلية علي شارع المنصور محمد للتعامل مع الجمهور مباشرة, ووضع كتاب ضخم يحكي مسيرة الفن المصري في100 عام, وانتاج فيلم وثائقي تاريخي عن الكلية, وتصميم وإصدار طابع بريد تذكاري بهذه المناسبة وسوف يتم تصميم وصك عملة تذكارية فئة100 قرش أو100 جنيه, وتصميم ميدالية تذكارية بهذه المناسبة عليها شعار الكلية, وتصميم درع للتكريم, والاتصال بالوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية بالثقافة والفنون والسياحة والبنوك لدعم الكلية معنويا وماديا, مع حشد كل أبناء الكلية من الخريجين الذين يحتلون مراكز مرموقة بالمجتمع في كافة المجالات لدعم هذا الحدث التاريخي, والبدء في تصميم وتنفيذ الهدايا والمطبوعات الخاصة بالاحتفالية والمؤتمر الدولي المزمع عقده في شهر اكتوبر2008.
كما سيتم توجيه الدعوة لأسرة الأمير يوسف كامل لتكريم واحياء ذكراه ودعوة كبار الأدباء والشعراء والموسيقيين للمشاركة.
وأيضا سيتم اقامة عديد من المعارض منها معرض لأعمال الهواة من القسم الحر بالكلية وآخر لأوائل الخريجين لعام2007 وثالث لطلبة الكلية حاليا بالسنوات المختلفة من جميع الاقسام ومعرض لدورات الأطفال التي تقدمها الكلية.
ويوضح الدكتور يحيي عبده أن حفل المئوية سوف يقام في شهر أكتوبر القادم وتلقي فيه كلمات من السيدة سوزان مبارك راعية الاحتفالية ووزيري التعليم العالي والثقافة ورئيس جامعة حلوان الدكتور عبد الله بركات وأيضا كلمة من عميد الكلية ثم توزيع الدروع وشهادات التقدير وتكريم الرواد والرموز قديما وحديثا مع اقامة معرض كبير شامل في أكتوبر القادم وتنظيم المؤتمر الدولي للكلية في نفس الشهر بعنوان الفنون الجميلة في مائة عام بهدف توثيق تاريخ كليات الفنون الجميلة في مصر وتبادل الخبرات بين المتخصصين من جميع انحاء العالم, حيث يشارك فيه كليات الهندسة والفنون الجميلة والتطبيقية والمسرحية والسينمائية والتربية الفنية والهندسة المعمارية علي مستوي العالم العربي والكليات الخارجية في العالم التي بينها وبين الكلية بروتوكول تعاون.
مهرجانات.. واتفاقيات
من جهته, يقول الدكتور منير السمري أستاذ العمارة ووكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع: لقد تم في إطار الاحتفال بمئوية الكلية إقامة مهرجان الأقنعة الذي نفذه الطلبة تحت إشراف أساتذة الكلية, وخرجت هذه الأقنعة بصورة جمالية تعبر عن بعض الشخصيات الفنية التي أثرت علي عمل الكلية مثل د. صلاح عبدالكريم, حسن فتحي, عبدالسلام الشريف وغيرهم.
ويضيف أن هناك بادرة تحدث لأول مرة علي مستوي الجامعة بأن قامت إحدي شركات تشطيبات واجهات المباني بالتبرع بتجديد مبني الإدارة بالكلية وهو فيلا مني عبود إبنة عبود باشا وهو مبني تم تسجيله ضمن المباني ذات القيمة المعمارية والعمرانية وتكلف هذا التجديد أكثر من100 ألف جنيه.
كما تم عقد اتفاقيات مع بعض الأندية والمؤسسات العامة لرعاية أبناء أعضائها من الموهوبين لتقديم دورات لتعليم الفنون من الرسم والنحت, وكذلك عقد ورش عمل لتدريب الطلاب وتشغيل الخريجين في مجالات تصميم المواقع من خلال الإنترنت بالتعاون مع غرفة صناعة الاتصالات.
ويضيف الدكتور السمري أنه يجري إعداد كتاب تاريخي ضخم( يزيد علي400 صفحة) يحكي تاريخ الكلية والحركة الفنية ويزخر بأعمال الرواد والحاليين وكبار الخريجين, كما سيتم عمل معرض فني كبير لأعمال الرواد من الرعيل الأول حتي الآن يواكب افتتاح المؤتمر المزمع عقده في أكتوبر القادم بدار الأوبرا المصرية.
جوائز.. ورواد
يقول الدكتور منير السمري أيضا إن مصر كانت متعطشة لهذا النوع من الدراسات المعمارية والفنية فأقبل عليها الشباب المتحمس والمجتهد وكان الفنان محمد ناجي أول مصري يتولي منصب ناظر المدرسة أما المهندس عبدالمنعم هيكل فكان أول معماري يتولي تلك المهمة ما بين عامي44 و1950م وقت أن كان المعماري الكبير أنطوان نحاس وكيلا لها, والفرنسي جاك هاردي رئيسا لقسم العمارة بها... وقد نقلت الكلية من مكانها الي شارع اسماعيل محمد رقم8 بجزيرة الزمالك في عام1953 وافتتحها اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وقتها, وفي بداية الستينيات ضمت فيلا طه حسين المجاورة لأبنية الكلية, وفي سبتمبر عام1966 ضمت أراضي وفيلات أحمد عبود باشا وابنته مني عبود الملاصقة للكلية, وتخرج في قسم العمارة آلاف الخريجيين ممن أثروا الهندسة المعمارية والتعليم فضلا عن الثقافة والمجتمع منهم معماريو الرعيل الأول وهم الفرنسيان بيرون وجاك هاردي, ومن مصر فريد نجم ومحمد أنيس وإبراهيم فوزي.
ومن رواد الجيل الثاني المعماري الكبير حسن فتحي الذي ولد بالأسكندرية عام1900 وحصل علي دبلوم الهندسة من جامعة القاهرة عام1926 وعمل أستاذا بقسم العمارة بمدرسة الفنون الجميلة عام1930 ـ1946 ـ حيث وضع أول مشروعاته بالطوب اللبن مستخدما أساليب وأفكار إنشاء محلية, وحصل علي جوائز عدة أهمها جائزة الأغاخان عام1980 وأحسن مهندس معماري في العالم عام1985 فضلا عن جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون, والمعماري كمال الملاخ الذي ألحق بقسم العمارة بمدرسة الفنون الجميلة عام1936 وكان متعدد المواهب كمعماري وأثري وكاتب وصحفي لامع.
أيضا الدكتور يحيي الزيني الذي تخرج عام1942 ضمن دفعة تتكون من14 طالبا فقط من بينهم كمال الملاخ, وحاز مشروعه ـ وبعد دبلومة لدراسة الفنون الجميلة العليا بباريس ـ علي ميدالية جمعية المهندسين المعماريين بفرنسا, وحصل علي منصب رئيس المكتب العربي للتصميمات, وفازت أعماله مع آخرين بالعديد من المسابقات الكبري مثل وزارة التأمينات والمعاشات بشارع الألفي وأبنية أرض المعارض بمدينة نصر.
ومن أشهر الخريجين بقسم العمارة بالكلية أيضا الدكتور جلال مؤمن الذي أقام مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو ومسجد عبدالناصر بكوبري القبة وغيرهما في مصر والدول العربية ورمسيس ويصا الذي حاز جائزة الدولة التشجيعية عن مشروع الحرانية وكذلك جائزة أغاخان.
أما شادي عبدالسلام الذي التحق بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بعد أن تلقي تعليمه بكلية فكتوريا ودرس فنون المسرح بلندن, فقد تخرج في الفنون الجميلة عام1955, واتجه لتصميم ديكورات وملابس الأفلام التاريخية حيث قام بتصميم أشهرها مثل( واإسلاماه) و( الناصر صلاح الدين), أما فيلم المومياء عام1969 فقام بإخراجه وحصل علي عدد من الجوائز عنه.